-->

مصير مشترك..

 أحمد الخليلي- خاص Lebanese Citizens 

عندما نلقي نظرة على تاريخ إسرائيلي السياسي، يتبادر إلى الذهن تشابه واضح بين بنيامين نتنياهو وجولدا مائير، فهما شخصيتان بارزتان في تاريخ إسرائيل، تقاسمُ ليس فقط المناصب العليا في الحكومة الإسرائيلية بل وأيضًا مصيرًا مشتركًا.

غولدا مائير، التي اشتهرت بلقب "أم اليهود"، أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إسرائيل، كانت تتمتع بشخصية قيادية قوية، ولكنها تعرضت لانتقادات حادة بسبب سياساتها العدائية والعنصرية تجاه العرب. بالمثل، يواجه بنيامين نتنياهو انتقادات واسعة بسبب مواقفه اليمينية المتطرفة وسجله في إدارة الشؤون الداخلية والخارجية.
كما أن لكل منهما دوره في حروب أثرت بشكل كبير على تاريخ ومستقبل إسرائيل، حيث تورطت حكومة مائير في حرب أكتوبر التي انتهت بفشل مدوي، بينما نتنياهو الذي يمثل اليمين المتطرف، وسجله الطويل في السياسة الإسرائيلية، يظهر تمسكه بالسياسات القمعية والاستيطانية
يواجه تحديات خطيرة في السياسة الداخلية والخارجية، خاصةً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة وفشله في صد عملية طوفان الأقصى. 

من الواضح أيضًا أن كل منهما واجه انقسامًا في المجتمع الإسرائيلي، حيث أحبطت سياساتهما الكثيرين وأدت إلى تقسيم الرأي العام بشكل كبير.
بالرغم من الاختلافات البارزة بينهما، فإن مصيرهما المشترك يظل نتيجة تطبيق سياسات القمع والعنف والعنصرية، وهو ما جعلهما محط انتقادات واسعة وأدى إلى تراجع شعبيتهما، وأدت إلى توتر العلاقات الخارجية بين اسرائيل ودول اخرى ومنها الدول الحليفة.

هؤلاء نموذج عن العقلية الصهيونية التي تعرف بأنها عقلية إلغائية، أي أنها قائمة على إلغاء الآخر في مقابل إثبات الذات، وتلعب فكرة الأفضلية أو التميُّز عن الأغيار دورًا محوريًا، في بناء هذه العقلية.

على الرغم من أن التاريخ قد لا يعيد نفسه بالضبط، إلا أن الأنماط المتشابهة في سياساتهما تظهر أهمية فهم التاريخ وتعلم الدروس في فهم عقلية العدو. لأن الدوافع الأساسية لاستمرار سياسات القتل والدمار تعود ليس فقط إلى العقيدة المتطرفة التي ثبت خطأها وفشلها، بل إلى فاحشة بشرية ثبت فشلها أكثر، وهي عقلية الغطرسة والغرور. فهذا المرض، الذي لا يوجد عدو لإسرائيل أشد خطورة منه، يتحكم في سياستها وقادتها السياسيين والعسكريين.
أحدث أقدم